اعتبر الشيخ راشد الغنوشي، عضو مجلس الأمناء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن "الاسلام نعمة وإذا أسيء فهمه يتحول إلى نقمة، فبقدر حاجة الناس للدين بقدر ما يمثل الدين خطورة اذا لم يفهم على حقيقته واذا وقعت إساءة فهمه".
مضيفا خلال خطبة جمعة نشرها موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اليوم، أنه "يمكن أن يتحول الدين الى جبرية وعطالة وكسل، ويمكن للدين أن يصبح أساسا لاستغلال جهود الآخرين، ويمكن للدين أن يفهم على أنه إرهاب، وأنه سفك للدماء واعتداء على الأبرياء".
مؤكدا أن الأمة الاسلامية في زماننا "بقدر ما تحقق من مكاسب ومن انتشار في العالم، بقدر ما تمثل إساءة فهم الاسلام خطرا على الأمة جمعاء، فقد توسعت دائرة المسلمين في العالم اليوم بفضل تقنيات التواصل الحديثة التي ساهمت في التعريف به والعودة إليه، إلا ان هذا الانتشار يهدد اليوم بظاهرة الارهاب".
مؤكدا على أن الحفاظ على النفوس وليس هدرها، وحفظ الدماء وليس سفكها يعتبر مقصدا عظيما من مقاصد الشريعة . إذ الأصل أخذ الناس على ظواهرهم، والأصل كذلك حفظ النفوس، كما أن الكفر ليس مبررا لسفك الدم، لأن الله سبحانه وتعالى خلق الناس أحرارا ولم يفرض دينا عليهم بالقوة، فلوشاء سبحانه لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا.
كما ذكر الغنوشي، أن هناك توسعا هائلا في سفك الدم، وأكثر الدماء التي تهدر عن طريق الارهاب أي عن طريق الفهم الخاطئ للإسلام، الفهم المعوج المنحرف الذي يستسهل سفك الدماء، اغلب ضحاياه هم من المسلمين، والاسلام لا يجيز أن تكون الضحية مسلمة أو غير مسلمة لأن الأصل هو حفظ النفوس.
وختم خطبته بالتأكيد أن هذه السموم التي تجري في الثقافة الاسلامية، المطلوب تنقيتها من هذه البذور السامة، بذور الارهاب التي بدل أن ترسخ في نفوس المسلمين محبة المسلم والآخر تزرع الشقاق والفراق، وتشحن قلوب عدد من الشباب الجاهلين بهذا العنف المسموم الذي يتسابق الى ذبح المسلم وغير المسلم.